كيف تتخذ القرار الصائب في الحياة؟

يُقال: "يكفي أن تختار؛ فخيارك ليس مسألة حياة أو موت"، حسناً في الواقع هو كذلك، فكلُّ قرارٍ تتخذه هو مسألة حياةٍ أو موت، وكلُّ قرار يؤدي إلى نتيجة أو أخرى حتى إلى النتائج التي تبدو غير هامة؛ عندما تقرر أن تفعل شيئاً تحبه فأنت اخترت أن تعيش، وعندما تقرر أن تفعل شيئاً لا تحبه أو لا تفضله فقد اخترت أن تموت؛ الأمر حقاً بهذه البساطة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُخبرنا فيه كيفية اتخاذ القرار الصائب في الحياة.

تمتلئ الحياة بالقرارات اليومية، ويرتبط كثير منها بتلك الأشياء التي نسميها المسؤوليات، ولا حرج في ذلك حقاً، وذلك لأنَّ هذه المسؤوليات هي التي تجعل الحياة أكثر واقعية وإثارة؛ إذ إنَّه من السهل عدُّ المسؤوليات نوعاً من العبء - أشياء قبلناها واعتدنا على القيام بها منذ زمن طويل وما تزال تقيدنا - ولكن يمكن أن تجدد الحيوية وتؤكد قيمة الحياة أيضاً.

قرارات صغيرة وكبيرة:

لقد منحت نفسي مسؤولية نشر مقال جديد هنا مرتين في الأسبوع؛ إذ لدي قائمة كاملة بالأشياء التي أشعر بالمسؤولية تجاه تحقيقها، والتي تمنحني كثيراً من السعادة؛ فعندما أتلقى رسالة بريد إلكتروني من قارئ، أشعر بإحساس عميق بالمسؤولية للرد عليها بأفضل ما يمكنني؛ فالقيام بذلك يجعلني سعيداً حقاً.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار

أقرر كلَّ يوم مواكبة تلك المسؤوليات وحياتي أفضل كثيراً بسبب ذلك:

أعلم هذا لأنَّني أخطئ أحياناً، وأفقد فرصةَ الاقتراب من تحقيق أحلامي أو لا أرد على بريدي الإلكتروني، وعندما يحدث هذا أشعر بشعور مؤلمٍ في داخلي كما لو أنَّه فاتني شيء ذو قيمة، كما لو أنَّني قررت ألَّا أحيا وأن أفعل أشياء لا تحقق لي السعادة.

من ناحية أخرى تمتلئ الحياة أيضاً بمسؤوليات غير مرغوب فيها، أشياء وافقنا عليها بالصدفة والتي تستنزف طاقتنا، ولا تفعل شيئاً سوى أنَّها تقربنا خطوة واحدة من نهايتنا.

لقد التزمت بوظائف لم أرغب في القيام بها في الواقع، ووافقت على مساعدة الأشخاص في الأشياء التي ليس لدي أيَّة فائدة من مساعدتهم فيها، وألزمت نفسي بأشياء صغيرة غبية مثل قراءة الكتب التي كرهتها لأنَّني اشتريتها بالفعل، ولم أرغب في "هدر أموالي".

السر الكبير:

إليك هذه الفكرة الهامة: قد تمتلئ الحياة بكثير من الفرص المتاحة أمامك وبكمياتٍ غير محدودة، لكن قد لا يكون الوقت في مصلحتك دائماً لتحقيق كلَّ ما ترغب فيه، في كلِّ مرة تقرر فيها أن تفعل شيئاً يستنزف طاقتك بدلاً من أن يمنحك المتعة والإثارة، فأنت تختار أن تموت بدلاً من أن تعيش.

قد يبدو هذا القرار بسيطاً وتافهاً، ولكن مع استمرارك في فعل أشياء تستنزف طاقتك وتهدر وقتك مراراً وتكراراً، سينتهي بك الأمر نادماً على كلِّ القرارات الخاطئة؛ فماذا لو اخترت اليوم أن تحيا بدلاً من اختيار الموت؟ وماذا لو تجاهلت هذه المسؤوليات غير الضرورية، ووجدت مسؤولية جديدة تجعلك سعيداً بالفعل؟

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لاتخاذ قرارات أفضل

ماذا يمكن أن يحدث؟

  • هل ستموت؟
  • هل ستذهب إلى السجن؟
  • هل ستتبرأ عائلتك منك؟

إذا كان بإمكانك الإجابة بالنفي عن هذه الأسئلة الثلاثة، فمن مصلحتك على الأرجح المضي قدماً والقيام بذلك.

إقرأ أيضاً: التردد في اتخاذ القرارات: الأسباب والعلاج

كلُّ شيء أو لا شيء:

لا يمكننا بالتأكيد الابتعاد عن كلِّ شيء لا نحبه في الحياة، لكنَّ هذا جيد؛ فالقليل من التوتر هو ما يجعل الأمر يستحق العيش؛ إذ إنَّك لن تستمتع بالمذاق الحلو ما لم تتذوق نقيضه المر، والهدف هو قلب الميزان ببطء نحو الحياة بدلاً من الموت.

افترض أنَّك إذا كنت مريضاً، ربما ستستسلم لفكرة أنَّنا جميعاً نموت ببطء، ولكن ألا تفضل أن تحيا قليلاً وأنت في طريقك إلى الموت؟

أنا أعرف جوابي، وما تبقى هو جوابك أنت وقرارك في أن تختار وتقرر ما يمكنه أن يمنح حياتك المعنى والإثارة بدلاً من الاستسلام لهام بسيطة تستنزف طاقتك.




مقالات مرتبطة